القائمة الرئيسية

الصفحات

الإسلام السياسي والمعركة القادمة | الدكتور مصطفى محمود


الإسلام السياسي والمعركة القادمة



قد يقول قائل :وما حاجتنا إلى الإسلام السياسي بالأثمان الباهظة التي سندفعها فيه.. ألا يكفي أننا نصوم و نصلي و نحج و نعبد الله على طريقتنا و نعيش في حالنا لا يتعرض لنا أحد ..

و الإجابة واضحة .. أننا لسنا متروكين في حالنا ، فالانحلال الغربي يتسلل إلينا من تحت عقب الباب في الصحيفة و الكتاب و المجلة و يأخذ عقول أولادنا من خلال التليفزيون و السينما و الفيديو و يراود بناتنا من خلال الموضات و التقاليع و الأغاني المكشوفة ... و الأعداء من حولنا يخططون لما هو أكثر .. فهم يريدون أن يقاسمونا الأرض و شربة الماء و لقمة الطعام .. و مطاريد اليهود الهاربون من بلاد الجوع يريدون أن يأكلوا على موائدنا ..

إن احتلال العقل و إفساد العقيدة مقدمة لاحتلال الأرض و فرض السيطرة ..
إنها حلقات يأخذ بعضها برقاب بعض  ..

و حياة الانحلال توهن العزائم و تبلد القلوب و تربي الضعف  ..
فتأتي الضربة التالية فلا تجد في الجسم الاجتماعي مقاومة ... فإذا بنا ذات يوم و قد خسرنا الدين و الدنيا و خسرنا أنفسنا و خسرنا كل شيء  ..

إن التفريط في الجدار الأول سيؤدي إلى سقوط الجدار الثاني ..
و إيثار السلامة بأن يكتفي الواحد منا بأن يغلق بابه عليه و يلزم سجادة صلاته قد تؤدي إلى نجاته بجلده و لكن سوف يدفع أولاده و بناته ثمن تفريطه .. لأنهم هم الذين سيكتوون بنار المعركة و هم الذين سيواجهون بصدورهم بقية المخطط  ..

الله أراد بالإسلام أن تكون له راية في الأرض وليس فقط أن يكون هداية للأفراد في ذواتهم وهو القائل ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله )
إن هذا الإظهار للإسلام على الدين كله هدف مقصود ومراد من مرادات الله في الدنيا
ومن ثم يكون على كل مسلم واجبان يؤديهما أولهما أن يصلح نفسه ثانيهما أن يصلح المناخ الاجتماعي حوله ليهتدي غيره ..

وإنما يكتفي المسلم بالواجب الأول فيغلق عليه بابه ويلزم خاصة نفسه في آخر الزمان حينما ينهار كل شيء ويسود الكفر ويتفشى الظلم ويعم الفساد ولا يعود أي عمل ممكنا .

ولا اظننا قد بلغنا آخر الزمان بعد...وإنما نحن على مشارف صحوة إسلامية سوف تتعاظم وتعلو راياتها رغم كل العوائق ورغم كل العقبات ..

والسحب تتجمع وئيدًا في الأفق ، والله بالغ أمره ..



مصطفى محمود – الإسلام السياسي والمعركة القادمة 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

ستقرأ في هذا المقال :