فؤاد الهاشم | علامة تعجب !
قال النائب – والزميل الكاتب في «الوطن» الاستاذ «نبيل الفضل» - ان.. «شابين كويتيين ادخلا الكويت عالم غينيس بأكبر علم كويتي ألوانه من بصمات الايدي»!!
يقول المصريون.. «كسبنا صلاة.. النبي»، وأروي للسيد النائب حكاية من تراثنا الاسلامي قالوها لنا ونحن اطفال في المرحلة الابتدائية لان فيها.. «عظة وعبرة»!!
تقول القصة ان رجلا دخل على الخليفة «الوليد بن عبدالملك بن مروان» - بعد ان قال لهم انه بارع في مجاله!
سأله الخليفة:
«قل ما عندك أو.. افعله»! فأخرج الاعرابي ابرة صغيرة وغرسها على مسافة عشرة أمتار منه،
«قل ما عندك أو.. افعله»! فأخرج الاعرابي ابرة صغيرة وغرسها على مسافة عشرة أمتار منه،
ثم ابتعد عنها وصار يقذف الابرة تلو الاخرى فتدخل الثانية في سم الأولى – أو فتحتها – وهكذا حتى ادخل مائة ابرة في بعضها البعض!! صفق له الوزراء والندماء والجلساء – وأولهم الخليفة «الوليد بن عبدالملك» - والذي امر له بعشرة آلاف دينار و.. عشرة آلاف جلدة!! صاح الحضور – من الدهشة – والاعرابي من الرعب،
وقالوا للخليفة: «لم ذلك أصلحك الله يا أمير المؤمنين؟!» فقال: «العشرة آلاف دينار على مهارته في رمي الابر، والعشرة آلاف جلدة على سعيه ومهارته في غير ما ينفع به دينه ونفسه واهله وعشيرته»!! في بدايات الستينيات، كان الملياردير اللبناني – ورئيس مجلس النواب في ذلك الوقت - «أحمد الأسعد» من سكان جنوب لبنان وله قصر ضخم فيه، وحدث ان السكان الشيعة هناك – من الفقراء والذين عانوا طوال عقود من الاهمال والجوع والمرض والجهل – توجهوا اليه في قصره وناشدوه – وهو ابن دائرتهم وصار رئيساً لمجلس النواب بفضل اصواتهم – ان.. يقوم بانشاء مدرسة لأولادهم يتعلمون فيها اللغة العربية وقراءة القرآن الكريم ومبادئ الحساب..
«منشان يعرفوا يفكوا الخط».. فأزاح الملياردير «الجنوبي والشيعي» طربوشه قليلا الى الوراء، وتنحنح، وكح، وبصق، ثم قال: «منشان شو بدكم مدرسة؟! أنا عم ادرّس ابني كامل في أحسن المدارس.. منشانكم انتو،
ومنشان يصير رئيس مجلس نواب من بعدي»!!.. وبالفعل، صار ابنه.. «كامل – بيك – أحمد الأسعد» - فيما بعد – رئيسا لمجلس النواب اللبناني خلفا لوالده حتى اشتعلت الحرب الأهلية فأزاحته وجاءت بـ«الحسيني» الذي أطاره السوريون، ليأتوا بـ«الازعر».. الاستاذ «نبيه بري»!
ملياردير جنوبي جديد ونسخة اخرى من «كامل الأسعد» مع فارق ان الاخير لم يقتل ذبابة في.. حياته!! و.. كسب «أهل الجنوب.. الصلاة على النبي»، ولم تقم على أرضهم مدرسة الا.. حين ارسل لهم «الشاهنشاه رضا بهلوي» - امبراطور ايران السابق – سماحة السيد «موسى الصدر».. ليس لانتشالهم من فقرهم وجوعهم وجهلهم،
بل.. ليرفع لهم شعار.. «السلاح زينة الرجال»، ويؤسس – بأولادهم - «حركة أمل» حتى سافر إلى ليبيا فقتله القذافي ودفنه في الصحراء، ومع انه «سيد» الا ان ملالي ايران لم يسألوا عنه على الاطلاق، وحتى «الخميني» كان.. يكرهه!! كلهم فعلوا الشيء نفسه، «الاعرابي» أمام الخليفة، و«أحمد بيك» أمام أهل الجنوب، و«الصدر» لشيعة لبنان،
وكذلك.. العلم الكويتي الكبير المليء ببصمات الايدي!! استطيع الآن – وخلال عشر مكالمات هاتفية – اجريها مع عدد من الاصدقاء الكويتيين المليونيرية ان يوصوا – في أي مصنع داخل الهند أو باكستان أو ماليزيا – على صنع علم أكبر من علم «بصمات الايدي» هذا، ويمتلئ بـ«صور لحى وذقون ودشاديش قصيرة» لكل مطاوعة الكويت وملاليها مرفقة بصورة «خشم» كل واحد منهم، وابعث الى المسؤولين في كتاب «غينيس» الدولي للارقام القياسية قائلا لهم: «هاكم أكبر علم كويتي متروس.. مطاوعة»!!
فهل يعتبر عملي هذا انجازا في وطن يبكي فيه الأب على عدم وجود مقعد لابنه في جامعة؟ وتبكي فيه ام على عدم وجود غرفة في مستشفى لولدها؟ وتحفر فيه قبور لشباب في عمر الزهور لان طريقا فيه لم.. يسوّ؟! «يوسف مصطفى»..
بشر الكويتيين بأكبر حفل «جراغي»، و«الفضل» بشرنا بأكبر علم، وجماعة راعي الخرجة وضب الامة والا الدستور.. بشروننا بـ«حشود مئات الآلاف» و.. و..!! ماذا استفادت الكويت – وشعبها – من كل هذه البشارات الا ان.. يكون.. «عندا أوصل الى الكفر» - والعياذ بالله – فقد قيل لـ«أبولهب» ذات يوم: لماذا لا تؤمن بالله ورسوله؟!
فقال: «حتى أصلي واسجد فيرتفع استي فوق.. رأسي؟ لا.. واللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى.. لا افعلها»!!
و.. ها هو الآن «أبولهب».. «صاير كباب».. في جهنم وبئس المصير!! تالله «العند ما أعد له.. بدأ بصاحبه.. فقتله»!!
٭٭٭
.. من روزنامة «العجيري»::.. وفاة «ابراهيم» - ابن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم – من زوجته «ماريا» القبطية، كان في يوم الاثنين 29 شوال سنة 10 للهجرة، الموافق 632/1/27 ميلادية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فؤاد عبد الرحمن عبدالعزيز الهاشم (17 أبريل 1952) كاتب كويتي يعتبر من أشهر الكتاب في الكويت وهو كاتب عمود (علامة تعجب!) في جريدة الوطن الكويتية
تعليقات
إرسال تعليق