فؤاد الهاشم | علامة تعجب !
.. على الرغم من كون الكاتب الساخر لا يضحك – بسهولة – ويحتاج من الآخرين العاديين جهدا اكبر – من طاقتهم احيانا لاضحاكه – الا ان الدكتورة «رولا دشتي» - وزيرة التنمية – نجحت في اضحاكي كثيرا حين قالت – في تصريح رسمي بثته خدمة «الوطن – نيوز» - بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.. ما يلي:
.. «اتقدم بأسمى آيات التهنئة للمرأة الكويتية التي استطاعت – باصرارها وكفاحها – ان تقطع
اشواطا في اذابة الجليد وكسر قيود العزلة والتهميش المفروض لتنطلق الى الحياة العامة لمشاركة
اخيها الرجل في النهوض بالكويت ومنافسته.. الخ.. الخ.. الخ»!! اسلوبها يذكرني بأسلوب
مقالات الزميل «أحمد الديين» حين كان نائبا لرئيس تحرير جريدة «سراق المال العام» وهي «الوطن»،
وبأسلوب الدكتور «أحمد الخطيب» عندما يحدث عشاقه ومريديه أيام «العز»!!
اسمها «ايملين باكهرست»، انثى بريطانية ولدت عام 1868 – تقريبا – حين كان الانجليزي يقول للانجليزي الآخر – اذا ذكر اسم امرأة في حديثه - .. «مكرم السامع» أو «أجلك الله والسامعين».. لكن.. باللغة الانجليزية!! البريطانيون – قديما – مثل عرب الجاهلية وينطبق عليهم قوله تعالى: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به} صدق الله العظيم،
وكذلك كان والدها الذي ما ان «بشر» بولادتها حتى همهم قائلا: «ليتها كانت صبيا»!
كانت في العشرين من عمرها – عام 1888 – حين تزوجت من محامٍ اسمه «ريتشارد بانكهرست» ودخلت في صراع عنيف مع السلطة والنظام والحكومة للمطالبة بـ.. «الحقوق السياسية وحق المرأة في التصويت والانتخاب»! تدرجت المرأة البريطانية في نيل حقوقها، فابتدأت بأمر غريب،
وهي ان «المتزوجة يحق لها التصويت اذا قام الزوج بالموافقة على منحها هذا الحق!
ساندتها عشرات الآلاف من نساء الامبراطورية، وانشأت «الاتحاد الاجتماعي والسياسي للمرأة» والذي كان – ناديا أو منظمة مفتوحة – لكل انثى انجليزية،
ودخلت الآلاف منهن السجون وتعرضن للضرب والاهانات والسخرية من.. «المحافظين من جماعة راعي الخرجة الانجليز واعداء النشيد الوطني هناك»..
واستمر نضال «النسوان» المخيف هذا من 1903 حتى عام 1918، حين أجبر البرلمان البريطاني على التصويت بمنح الحقوق السياسية للمرأة التي «جاوزت الثلاثين من عمرها»، خفض – فيما بعد الى سن 21 في عام 1928 -!!
كان لدى «ايملين» خمسة أبناء – نشطاء مثل امهم – وثلاث من بناتها دخلن الى السجن بسبب الاشتراك في مظاهرات ضد الحكومة!! الأم المناضلة داهمتها الأمراض والعلل بسبب سنوات طويلة من «الاضراب عن الطعام في السجون» وتوفيت في 1928/4/14، وتحول لقبها «بانكهرست» لاشهر مائة اسم له اعمال مؤثرة في الحياة الانسانية طيلة القرن العشرين!!
انتجت لها السينما البريطانية العديد من الافلام عن نضالها، ومازال اسمها يعيش في ذاكرة ملايين البريطانيين ونساء أوروبا.. حتى اليوم!! تعالوا نقرأ – ثانية – ما قالته الدكتورة – الوزيرة - «رولا دشتي» ونبحث عنه فوق أرض الواقع، اذ تقول: «المرأة الكويتية التي استطاعت، بإصرارها وكفاحها ان تقطع اشواطاً في اذابة الجليد وكسر قيود العزلة و.. و.. الى آخره!»
ونقول اننا اعتدنا – في الصحافة الكويتية ايام زمان في الثمانينيات وما بعد التحرير – ان ننشر صورا لسيدات كويتيات يذهبن الى مخفر شرطة «الضاحية» أو «النزهة» أو «كيفان» ثم يتقدمن بـ.. «طلب تسجيل اسمائهن في سجلات الناخبين استنادا إلى كون الدستور لا يفرق في كلمة مواطن بين الذكر والانثى»،
فيرفض الضابط المسؤول، فتجلس النسوان في مكتبه ويظهرن امام عدسات زملائنا المصورين الذين جاءتهم اتصالات مسبقة منهن بالحضور، وهن - عادة – من عضوات «نادي الفتاة»، وعلى الرغم من ان اسمه «الفتاة» إلا ان اصغر عضوة فيه من مواليد عهد الشيخ «صباح بن جابر الأول» ثم لا يملكن الا ان يقلن «هاو.. هاو.. هاو»، «واي.. واي.. واي».. «قطيعة، خلوة، شنو هذا، سليحط، مالت، طاح نصكم، تت، .. ويعه، سليمه تصكم»، ثم.. «هاو.. هاو.. هاو» ثانية.. وكان الله بالسر عليما،
فأين.. «النضال والكفاح والاصرار على قطع الاشواط في اذابة الجليد وكسر قيود العزلة والتهميش المفروض لتنطلق الى الحياة العامة لمشاركة اخيها الرجل.. الخ.. الخ»!! مفردات هذه الوزيرة الكويتية..
«تخلي جورج حاوي يطلع عندها.. نبيل العوضي»!!
٭٭٭
.. بعيدا عن هذا التنظير والتأدلج والتقعير – في اللغة – فما على الدكتورة «رولا» إلا ان تبحث عن..
«النضال والكفاح في نيل حقوق المرأة السياسية» بين أدراج ملفات البنك المركزي، اذ تذهب إلى «المحافظ» وتدخل عليه في مكتبه وتقول له: «أهلين، كيفك يا استاز؟
ممكن تعطيني صور الشيكات اللي طلعت من هون لـ.. هونيك»، وتشير بيدها الى اتجاه مبنى مجلس الامة، فيبتسم لها «المحافظ» قائلا: «ايه.. مو.. على عيني يا تئبريني وتئبري نواب الأغلبية بعد»؟
ثم يسحب صور الشيكات التي منحت للنواب في تلك الجلسة التاريخية لمجلس الامة التي استمرت حتى السادسة مساء، وقبض فيها السنة والبدو والحضر والشيعة والمطاوعة والليبرالية «ما تيسر لهم من مظاريف البنك المركزي» ليصوتوا بالموافقة على قرار «منح الحقوق السياسية للمرأة»،
سبق – ذلك – بالطبع، ضغط شديد من العم الرئيس الأمريكي الاسبق «جورج بوش».. الابن!! هذه هي كل الحكاية، و«كل حكي غير هيك.. ما إلو.. طعمه.. يا رولا»!! فأين.. «النضال والاصرار والكفاح واذابة الجليد».. اذن؟!
٭٭٭
.. آخر طرفة من .. مصر:.. «المرشد» هو.. الرئيس! نائب الرئيس هو «خيرت الشاطر»، و.. «محمد مرسي».. سيدة مصر الأولى!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فؤاد عبد الرحمن عبدالعزيز الهاشم (17 أبريل 1952) كاتب كويتي يعتبر من أشهر الكتاب في الكويت وهو كاتب عمود (علامة تعجب!) في جريدة الوطن الكويتية
تعليقات
إرسال تعليق